للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو "الحق" إذ ليس القذف من شئون "الحق"، بل من شئون الأشياء الصلبة. ويصح أن تكون الاستعارة مكنية في "الحق", فيشبه الحق أي: الحجج القوية بنحو قطعة من حديد, بجامع قوة التأثير في كل، ثم استعير لفظ المشبه به، وحذف ودل عليه بلازمه، وهو القذف على سبيل الاستعارة المكنية, وقرينتها -كما علمت- إثبات القذف للحق.

٧- في {وَزُلْزِلُوا} استعارة تصريحية تبعية؛ شبه ما نالهم من فزع واضطراب بالزلزلة، بجامع شدة الاضطراب في كل، ثم استعير الزلزلة للانزعاج الشديد والاضطراب البالغ، ثم اشتق منه "زلزلوا" بمعنى اضطربوا وانزعجوا, على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.

٨- في {الْعَمَى} استعارة تصريحية أصلية؛ شبه الضلال بالعمى بجامع عدم الاهتداء إلى الصالح، ثم استعير العمى للضلال, وتصوير الضلال بصورة العمى البغيض للنفس تنفير من الضلال أشد النفور.

٩- في "تنام" استعارة تصريحية تبعية مرشحة؛ شبه التغافل بالنوم بجامع عدم النفع، واستعير النوم للتغافل، واشتق منه "تنام" بمعنى تتغافل وتتشاغل. ويصح أن يكون في "المنايا" استعارة مكنية أصلية، شبهت المنايا بالعدو المترصد بجامع الكراهة والأذى، ثم استعير العدو للمنايا، ثم حذف ودل عليه بلازمه، وهو نفي النوم عنه، والقرينة في التبعية حالية؛ إذ المقام مقام وعظ وإرشاد، والقرينة في المكنية إثبات فعل النوم منفيا إلى المنايا، وقوله: "تنبه يا نئوم" ترشيح للاستعارة الأولى؛ لأنه من ملائمات المشبه به.

١٠- في "يعشق" استعارة تصريحية تبعية مرشحة؛ شبه الاشتغال بالدنيا بالعشق، والجامع التعلق والاهتمام، ثم استعير العشق للاشتغال، واشتق منه يعشق بمعنى يشتغل. ويصح أن يكون في "الدنيا" استعارة مكنية أصلية مرشحة؛ شبهت الدنيا بامرأة

<<  <  ج: ص:  >  >>