للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليها فأتاه جبريل عليه السلام فقال: أتشتاق إلى بلدك ومولدك؟ قال:

نعم، قال: فإن الله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ} (١) أي مرجع. قيل معناه: لرادك إلى معاد مكة (٢)، وقيل:

معاده الجنة (٣). حكاه العزيزي في تفسيره.

قال ابن الجوزي في «المدهش»: فهذا دليل على [أن] (٤) النبي، صلى الله عليه وسلم، خرج من مكة، وهو مشتاق فيها، وكذلك كل شخص فارق وطنه، ومما يؤكد دليل حب الوطن قوله تعالى {وَلَوْ أَنّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلاّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ} (٥) فساوى بين القتل والخروج من الأوطان.

وقد أوصى الإسكندر عند موته إذا مات أن يحمل إلى بلده حبا لوطنه (٦).

واعتل أسفنديار (٧) في بعض غزواته، فقيل له: ما تشتهي؟ فقال:


(١) سورة القصص آية (٨٥).
(٢) أخرجه الطبري في تفسيره ٢٠/ ١٢٥ عن ابن عباس، وذكره السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٤٤٥ وعزاه لابن أبي حاتم عن الضحاك والبخاري والنسائي عن ابن عباس.
(٣) أخرجه الطبري في تفسيره ٢٠/ ١٢٤ عن ابن عباس، وذكره السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٤٤٦ وعزاه للحاكم في تاريخه والديلمي عن علي.
(٤) سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(٥) سورة النساء آية (٦٦).
(٦) انظر: الطبري: تاريخ الرسل ١/ ٥٧٨، البلخي: البدء والتاريخ ٣/ ١٥٤.
والاسكندر بن فليبس اليوناني، اجتاح أرض الشام والعراق وفارس وسار إلى الهند والصين، ورجع من سفره فمرض في مدينة شهرزور، وعهد إلى بطليموس أن يحمل تابوته إلى والدته بالاسكندرية من أرض مصر فدفن بها. انظر: الطبري: تاريخ الرسل ١/ ٥٧٧ - ٥٧٨، المسعودي: مروج الذهب ١/ ٢٤٩ - ٢٥٣، ابن الجوزي: المنتظم ١/ ٤٢٢.
(٧) أسغنديار بن بشتاسب، كان والده أحد ملوك الفرس. انظر: الطبري: تاريخ الرسل ١/ ٥٦٣ - ٥٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>