للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شمة من تربة بلخ (١)، وشربة من ماء واديها.

واعتل/سابور ذو الأكتاف (٢) بالروم، وكان مأسورا بها وكانت بنت ملكهم قد عشقته، فقالت له: ما تشتهي؟ فقال: شربة من ماء دجلة وشميما من تراب إصطخر (٣)، فعرت عنه أياما، ثم أتت بماء من الفرات وقبضة من شاطئه، وقالت: هذا من دجلة، وهذا من [تربة] (٤) أرضك، فشرب بالوهم، واشتم من تلك التربة فنقته من علته.

وكانت العرب إذا سافرت حملت معها من تربة بلدها، فتستشفى به عند مرض يعرض لها.

ذو الأكتاف كان من أطرف ملوك فارس ولاية (٥)، وكان أول ملوك فارس دارا، ملك نحوا من مائتي سنة ثم ملك بعده خمسة عشر ملكا (٦)، منهم امرأتان (٧)، وكان آخر القوم: يزدجرد (٨)، هلك في زمان عثمان رضي


(١) بلخ: مدينة مشهورة بخراسان. انظر: ياقوت: معجم البلدان ١/ ٤٧٩.
(٢) سابور بن هرمز ذو الأكتاف، ملك وهو في بطن أمه، وهو أحد ملوك الفرس، أسرته الروم. انظر: الطبري: تاريخ الرسل ٢/ ٥٥ - ٦٠، المسعودي: مروج الذهب ١/ ٢٢٠.
(٣) إصطخر: بلدة بفارس. انظر: ياقوت: معجم البلدان ١/ ٢١١.
(٤) سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(٥) كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص ٥٩.
(٦) في الأصل «وكان أول ملوك فارس دارا ملك نحوا من مائتي سنة، ثم ملك بعده خمس وعشرون ملكا … ». والصواب: «وكان آخر ملوك فارس دارا بن دارا ملك ثلاثين سنة ثم ملك بعده ثلاثون ملكا»، فقد أجمعت المصادر بأن دارا بن دارا هو الذي قتله الإسكندر، وهو آخر ملوك دولة الفرس الأولي وأتى بعده ملوك الطوائف، ومن بعدهم ملوك الفرس الثانية الساسانية. انظر: الطبري: تاريخ الرسل ١/ ٥٧٢، البلخي: البدء والتاريخ ٣/ ١٥٢، المسعودي: مروج الذهب ١/ ١٩٨،٢١١.
(٧) تولى حكم الفرس من النساء امرأتان: الأولى: بوران بنت كسرى، والثانية: أرزمى دخت بنت كسرى أبرويز. انظر: المسعودي: مروج الذهب ١/ ٢٤٢.
(٨) يزدجرد بن شهريار بن كسرى أبرويز، آخر ملوك أردشير، قتل عام (٣١ هـ‍). انظر: الطبري: تاريخ الرسل ٤/ ٣٠٠، المسعودي: مروج الذهب ١/ ٢٤٢، ابن الجوزي: المنتظم ٥/ ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>