للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أبي عبد الله القراظ (١) قال: أشهد أن أبا هريرة - رضي الله عنه - قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «من أراد أهل هذه البلدة بسوء - يعني المدينة - أذابه الله كما يذوب الملح في الماء» (٢).

وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال: «من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، ومن أخاف أهلها فقد أخاف ما بين هذين ووضع يديه على جنبيه تحت ثدييه» (٣).

وعن السائب بن خلاد أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: «من أخاف أهل المدينة ظلما أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله من صرفا ولا عدلا» (٤).

اللعن في اللغة: أصله الطرد، ولعن الله إبليس أي طرده حين قال له {اُخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً} (٥).

سمعت والدي - رحمه الله تعالى - يقول: لعنة الله من الأرض على أرض السويس (٦)، قلت ما سبب ذلك؟ قال: إن الخطيب سراج الدين عمر بن


(١) دينار أبو عبد الله القراظ الخزاعي، مولاهم المدني، روى عن أبي هريرة ومعاذ بن جبل. كان ثقة. انظر: ابن حجر: التهذيب ٣/ ٢١٧.
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الحج باب من أراد أهل المدينة بسوء عن أبي عبد الله القراظ برقم (٤٩٢، ٤٩٣) ٢/ ١٠٠٨، وأحمد في المسند ١/ ٨٤ عن سعد وأبي هريرة، وابن ماجة كتاب المناسك عن أبي هريرة برقم (٣١١٤) ٢/ ١٠٣٩، والبيهقي في الدلائل ٢/ ٥٧٠ عن سعد وأبي هريرة.
(٣) أخرجه أحمد في المسند ٣/ ٣٥٤ عن جابر، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٣/ ٣٠٦ وعزاه لأحمد وقال: رجاله رجال الصحيح، وابن النجار في الدرة الثمينة ٢/ ٢٣٥ عن جابر.
(٤) أخرجه أحمد في المسند ٤/ ٥٥ عن السائب بن خلاد، وابن النجار في الدرة الثمينة ٢/ ٣٣٥ عن السائب بن خلاد.
(٥) سورة الأعراف آية (١٨) وعن معنى اللعن راجع: القرطبي: الجامع ٧/ ١٧٦، ابن منظور: اللسان مادة «لعن».
(٦) السويس: بليد على ساحل بحر القلزم - الأحمر - من نواحي مصر، وهو ميناء أهل مصر إلى مكة والمدينة. انظر: ياقوت: معجم البلدان ٣/ ٢٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>