عن عبد العزيز بن أبي داود قال: الخضر وإلياس يصومان رمضان ببيت المقدس ويوافيان الموسم في كل عام (١).
ورأى شخص إلياس بالأردن فقال له: كم الأبدال؟ فقال ستون رجلا:
خمسون من لدن عرش مصر إلى شاطيء الفرات ورجلا بالمصيصة ورجل بعسقلان وسبعة في سائر البلدان، كلما ذهب الله بواحد جاء بآخر. وورد في الحديث أنهم ثلثمائة وأربعون وسبعة وقطب، فإذا مات القطب أبدل من السبعة، وإذا مات من السبعة أبدل من الأربعين، وإذا مات من الأربعين أبدل من الثلاث مائة، وإذا مات من الثلاثمائة أبدل من صلحاء المؤمنين.
وعن الحارث قال: سمعت عليا - رضي الله عنه - يقول: البدلاء بالشام والنجباء بمصر، والعصابة بالعراق، والنقباء بخراسان، والأوتاد بسائر الأرض والخضر سيد القوم. وقيل: إن الخضر يقضي إلى ثلاث ساعات من النهار بين أمم البحر، ويشهد الصلوات كلها في المسجد الحرام، ويتهجد بالسحر عند سد يأجوج ومأجوج.
وفي سنة ثمان وأربعين أتانا شخص له اجتماعات بالخضر، وأتانا من عنده بثلاث تمرات، وأخبر أنه سكن مكة فلا يخرج منها وأن الدنيا تزوى له كل يوم ثلاث مرات مشرقها من مغربها، وقد كان عمي محمد بن عبد الله المرجاني أرسل كتابا إلينا ونحن بمكة في عشر الأربعين، وفيه: يا أخي يقول لوالدي رحمه الله تعالى/: اتق عن قلبك حب الدنيا، لعل أن ترى القطب فقد استوطن مكة في هذا الزمان واسمه عبد الله.
وأما الإسكندر المذكور، الذي كان على مقدمته الخضر: فهو ذو القرنين
(١) جزء من خبر أورده ابن الجوزي في المنتظم ١/ ٣٦٢ عن سلام بن الطويل وقال ابن الجوزي: حديث سلام ليس بشيء.