للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رحبة المسجد مقدار ثلاثة عشر نخلة، وعلى جانبها بئر، وعلى جانبها الغربي قبة حاصل المسجد الشريف، أنشأها الملك الناصر، وبهذه القبة المصحف العثماني (١).

اعلم أن أول من جمع القرآن بين اللوحين أبو بكر رضي الله عنه، ثم إنه أمر زيد بن ثابت بجمع القرآن، وذلك بعد أيام اليمامة، فلما جمعه زيد كان عند حفصة، فأرسل عثمان إلى حفصة: أرسلي إلينا بالمصحف، فننسخها بالمصاحف، ثم جمع زيدا، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وابن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام - رضي الله عنهم - وأمرهم بنسخها في مصحف، ففعلوا، ثم ردّ عثمان المصحف إلى حفصة، وقيل: أحرقها (٢)، وقيل: جعل منها أربع نسخ، فبعث إحداهن إلى الكوفة وإلى البصرة أخرى وإلى الشام الثالث وأمسك عند نفسه واحدة، فهي التي بالمدينة، وقيل: جعل سبع نسخ، ووجه من ذلك أيضا نسخة إلى مكة، ونسخة إلى اليمن، ونسخة إلى البحرين، والأول أصح (٣).

قلت: «وبمكة الآن منهن نسخة رأيتها في سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، وذكروا أنها كانت عليها شبكة من لؤلؤ فيما تقدم، وكان أهل مكة يستسقون بها، وكانت في جوف الكعبة، وهي في مقدار [قطع] (٤) ذراع في ذراع» (٥).


(١) كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص ٢٠١، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق ١٤٥).
(٢) الصواب أن المصحف الذي جمعه الصديق وحفظ عند حفصة وبقي إلى أن استنسخ منه عثمان المصاحف ورده إليها بقي عند حفصة إلى أن طلبه منها مروان فأبت دفعه إليه فلما ماتت طلبه فأحضر فغسله وأحرقه فسئل عن السبب فقال: خشيت أن يرتاب في مصاحف عثمان مرتاب.
(٣) انظر: ابن شبة: تاريخ المدينة ٣/ ٩٩١ - ٩٩٢، المحب الطبري: الرياض ١/ ١٤٤،٢/ ١٣٥، ابن الضياء: تاريخ مكة ص ٢٠٠، النهرواني: تاريخ المدينة (ق ١٤٥).
(٤) سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(٥) قول المؤلف نقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص ٢٠٢، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق ١٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>