للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال القاضي عبد الوهاب: والصلاة في جميع المساجد متساوية أو متقاربة الفضيلة، فأما المساجد الثلاثة، فإن الصلاة في كل واحد منها بألف فيما سواه (١).

وأول المساجد: المسجد الحرام، ثم المسجد الأقصى، قال صلى الله عليه وسلم: «وبينهما أربعين سنة» (٢) وهذا إشارة إلى قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً} (٣).

وبكة: مكة، وقيل: بكة موضع البيت والمطاف ومكة البلد، وقيل: البيت وحده، وقيل: مكة ما بين الجبلين ومكة الحرم (٤).

ولمكة أسامي منها: مكة، وبكة، والناسة - بالنون والسين المهملة - والباسّة - بالباء الموحدة - والبلد، والحرم، والحرام، والرأس بفتح الهمزة، والراس بسكونها - وكوثى بالمثلثة، وأم رحم - بالراء والحاء بمهملتين - وأم القرى، وأم كوثي، والبلد الحرام، والبلد الأمين، والمسجد الحرام، حكاه ابن مسدى. وأم الرحمن ذكره ابن العربي، وقال غيره: وتسمى القرية؛ فالقرية، والبلد الحرام، والبلد الأمين، ومكة، وأم القرى فمما


(١) هذا هو المعتمد، أما الفائدة التي ذكرها المصنف - غفر الله له - فإنه لم يأت عليها دليل صحيح معتمد، لا الصلاة في موضع مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا غيره مما ذكر من المواضع الثمانية عشر، ولو كان خيرا لسبقنا إليه الصحابة والتابعون بإحسان.
(٢) جزء من حديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأنبياء باب حدثنا موسى بن إسماعيل عن أبي ذر برقم (٣٣٦٦) ٤/ ١٤١، ومسلم في صحيحه كتاب المساجد عن أبي ذر برقم (١،٢) ١/ ٣٧٠، والبيهقي في الدلائل ٢/ ٦٢ عن أبي ذر.
(٣) سورة آل عمران آية (٩٦).
(٤) انظر: الأزرقي: أخبار مكة ١/ ٢٨٠ - ٢٨١، القرطبي: الجامع ٤/ ١٣٨، الفاسي: شفاء الغرام ١/ ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>