للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرض تخيّرها لطيب مقيلها ... كعب بن مامة وابن أمّ دواد

جرت الرياح على محلّ ديارهم ... فكأنهم كانوا على ميعاد

فأرى النعيم وكلّ ما يلهى به ... يوما يصير إلى بلى ونفاد

وقال أبو الحسن: خطب عبيد الله بن الحسن «١» على منبر البصرة في العيد وأنشد في خطبته:

أين الملوك عن حظّها غفلت ... حتى سقاها بكأس الموت ساقيها

تلك المدائن بالآفاق خالية ... أمست خلاء وذاق الموت بانيها

قال: وكان مالك بن دينار يقول في قصصه: «ما أشد فطام الكبير» .

وهو كما قال القائل:

وتروض عرسك بعد ما هرمت ... ومن العناء رياضة الهرم

ومثله أيضا قول صالح بن عبد القدوس:

والشيخ لا يترك أخلاقه ... حتى يوارى في ثرى رمسه

إذا ارعوى عاد إلى جهله ... كذي الضنى عاد إلى نكسه

وقال كلثوم بن عمرو العتابيّ:

وكنت امرأ لو شئت أن تبلغ المدى ... بلغت بأدنى نعمة تستديمها

ولكن فطام النفس أثقل محملا ... من الصخرة الصماء حين ترومها

[[جهارة الصوت والتشديق في الخطب]]

وكانوا يمدحون الجهير الصوت، ويذمون الضئيل الصوت، ولذلك تشادّقوا في الكلام، ومدحوا سعة الفم، وذموا صغر الفم.

<<  <  ج: ص:  >  >>