للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جولة، يعفو لها الاثر، ويموت لها البشر، وتحيا بها الفتن، وتموت لها السنن، فالزموا المساجد، واستشيروا القرآن، واعتصموا بالطاعة، ولا تفارقوا الجماعة. وليكن الابرام بعد المشاورة، والصفقة بعد طول التناظر. أيّ بلادكم خرشنة؟ فإنكم سيفتح عليكم أقصاها كما فتح عليكم أدناها» .

[كلام أبي بكر الصديق (ر) لعمر حين استخلفه عند موته.]

إني مستخلفك من بعدي، وموصيك بتقوى الله. إنّ لله عملا بالليل لا يقبله بالنهار، وعملا بالنهار لا يقبله بالليل، وإنه لا يقبل نافلة حتى تؤدّى الفريضة. وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة بإتباعهم الحق في الدنيا، وثقله عليهم، وحقّ لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلا.

وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة بإتباعهم الباطل وخفته عليهم في الدنيا وحقّ لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يكون خفيفا. إن الله ذكر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم، والتجاوز عن سيئاتهم، فإذا ذكرتهم قلت:

إني أخاف ألا أكون من هؤلاء. وذكر أهل النار فذكرهم بأسوأ أعمالهم، ولم يذكر حسناتهم، فإذا ذكرتهم قلت: إني لأرجو ألا أكون من هؤلاء. وذكر آية الرحمة مع آية العذاب، ليكون العبد راهبا، ولا يتمنى على الله إلا الحق، ولا يلقي بيده إلى التهلكة. فإذا حفظت وصيتي فلا يكونن غائب أحبّ إليك من الموت، وهو آتيك. وإن ضيعت وصيتي، فلا يكونن غائب أبغض إليك من الموت، ولست بمعجز الله.

[[وصية] عمر للخليفة من بعده.]

أوصيك بتقوى الله لا شريك له، وأوصيك بالمهاجرين الأولين خيرا: أن تعرف لهم سابقتهم. وأوصيك بالأنصار خيرا، فاقبل من محسنهم، وتجاوز عن مسيئهم. وأوصيك بأهل الأمصار خيرا، فإنهم ردء «١» العدو، وجباة الأموال

<<  <  ج: ص:  >  >>