للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ولكل لغة حروف تدور في أكثر كلامها كنحو استعمال الروم للسين، واستعمال الجرامقة للعين «١» .

وقال الأصمعي: ليس للروم ضاد، ولا للفرس ثاء، ولا للسرياني ذال.

[[تنافر الألفاظ والحروف]]

قال: ومن ألفاظ العرب ألفاظ تتنافر، وإن كانت مجموعة في بيت شعر لم يستطع المنشد إنشادها إلا ببعض الاستكراه. فمن ذلك قول الشاعر:

وقبر حرب بمكان قفر ... وليس قرب قبر حرب قبر

ولما رأى من لا علم له أن أحدا لا يستطيع أن ينشد هذا البيت ثلاث مرات في نسق واحد فلا يتعتع ولا يتلجلج، وقيل لهم إن ذلك إنما اعتراه إذ كان من أشعار الجن، صدقوا بذلك.

ومن ذلك قول ابن يسير في أحمد بن يوسف حين استبطأه:

هل معين على البكا والعويل ... أم معز على المصاب الجليل

ميّت مات وهو في ورق العيش ... مقيم به وظل ظليل «٢»

في عداد الموتى وفي عامري الدن ... يا أبو جعفر أخي وخليلي

لم يمت ميتة الوفاة ولكن ... مات عن كل صالح وجميل

لا أذيل الآمال بعدك إني ... بعدها بالآمال حق بخيل

كم لها وقفة بباب كريم ... رجعت من نداه بالتعطيل «٣»

ثم قال:

لم يضرها، والحمد لله، شيء ... وانثنت نحو عزف نفس ذهول

<<  <  ج: ص:  >  >>