قالوا: وكان عامر بن عبد الله بن الزبير في المسجد، وكان قد أخذ عطاءه فقام إلى منزله ونسيه، فلما صار في منزله وذكره بعث رسولا ليأتيه به، فقيل له: وأين تجد ذلك المال؟ فقال: سبحان الله، أو يأخذ أحد ما ليس له.
أبو الحسن قال: قال سعيد بن عبد الرحمن الزّبيريّ، قال: سرقت نعل عامر بن عبد الله الزبيري فلم يتخذ نعلا حتى مات، وقال: أكره أن اتخذ نعلا فلعلّ رجلا يسرقها فيأثم.
وقالوا: إن الخلفاء والأئمة أفضل من الرعية، وعامة الحكام أفضل من المحكوم عليهم ولهم، لأنهم افقه في الدين وأقوم بالحقوق، وأردّ على المسلمين وعلمهم بهذا أفضل من عبادة العباد، لأن نفع ذلك لا يعدو قمم رؤوسهم، ونفع هؤلاء يخص ويعم.
والعبادة لا تدلّه ولا تورث البله إلا لمن آثر الوحدة، وترك معامله الناس، ومجالسة أهل المعرفة. فمن هنالك صاروا بلها، حتى صار لا يجيء من اعبدهم حاكم ولا إمام.
وما أحسن ما قال أيوب السختياني، حيث يقول:«في أصحابي من أرجو دعوته ولا أقبل شهادته» . فإذا لم يجز في الشهادة كان من أن يكون حاكما أبعد.
[مقطعات من الشعر]
. وقال الشاعر:
وعاجز الرأي مضياع لفرصته ... حتى إذا فات أمر عاتب القدرا
ومن غير هذا الباب قوله:
إذا ما الشيخ عوتب زاد شرا ... ويعتب بعد صبوته الوليد «١»