وإني لمضاء على الهول واحدا ... ولو ظل ينهاني أخيفش شاحج
تشبه للنوكى أمور كثيرة ... وفيها لأكياس الرجال مخارج
وقال آخر:
ولا يعرفون الشرّ حتى يصيبهم ... ولا يعرفون الأمر إلا تدبرا
وقال آخر:
إذا ظعنوا عن دار ضيم تعاذلوا ... عليها وردوا وفدهم يستقيلها
وقال النابغة:
ولا يحسبون الخير لا شرّ بعده ... ولا يحسبون الشرّ ضربة لازب
والعرب تقول:«أخزى الله الرأي الدبريّ «١» » .
وقالوا: وجه الحجاج إلى مطهّر بن عمار بن ياسر، عبد الرحمن بن سليم الكلبي، فلما كانوا بحلوان أتبعه الحجاج مددا، وعجل عليه بالكتاب مع تخّيت الغلط- وإنما قيل له ذلك لكثرة غلطه- فمر تخيت بالمدد وهم يعرضون بخانقين فلما قدم على عبد الرحمن قال له: أين تركت مددنا؟ قال: تركتهم يخنقون بعارضين. قال: أو يعرضون بخانقين؟ قال: نعم، اللهم لا تخانق في باركين! ولما ذهب يجلس ضرط، وكان عبد الرحمن أراد أن يقول له: ألا تغذى؟ فقال له: ألا تضرط. قال: قد فعلت أصلحك الله. قال: ما هذا أردت. قال:
صدقت ولكن الأمير غلط كما غلطنا فقال: أنا غلطت من فمي، وغلط هو من إسته.
وهو كما قال أبو وائل: أسمعكم تقولون: الدانق والقيراط، فأيما أكثر؟