وممن كان من النساك ممن أدركناه: أبو الوليد، وهو الحكم الكندي، ومحمد بن محمد الحمراوي.
ومن القدماء ممن يذكر بالقدر والرياسة، والبيان والخطابة والحكمة والدهاء والنكراء: لقمان بن عاد، ولقيم بن لقمان، ومجاشع بن دارم، وسليط بن كعب بن يربوع، سموه بذلك لسلاطة لسانه. وقال جرير:
إن سليطا كاسمه سليط
ولؤي بن غالب، وقس بن ساعدة، وقصي بن كلاب.
ومن الخطباء البلغاء والحكام الرؤساء: أكثم بن صيفي، وربيعة بن حذار، وهرم بن قطبة، وعامر بن الظّرب، ولبيد بن ربيعة، وكان من الشعراء.
[أسماء الصوفية من النساك ممن كان يجيد الكلام]
كلاب، وكليب، وهاشم الأوقص، وأبو هاشم الصوفيّ، وصالح بن عبد الجليل.
ومن القدماء العلماء بالنسب وبالعرب: الخطفي وهو جد جرير بن عطية ابن الخطفي، وهو حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع.
وإنما سمي الخطفي لأبيات قالها، وهي:
يرفعن بالليل إذا ما أسدفا ... أعناق جنّان وهاما رجّفا
وعنقا باقي الرسيم خيطفا
العنق: ضرب من السير، وهو المسبطر، فإذا ارتفع عن العنق قليلا فهو التزيّد، فإذا ارتفع عن ذاك فهو الذّميل. والرسيم فوق الذميل. والخيطف:
السريع، أي يخطف كما يخطف البرق. وخيطف من الخطف، والياء في خيطف زائدة، كما قالوا رجل صيرف من الصرف، ورجل جيدر من الجدر وهو القصر. وأصل الخطف الأخذ في سرعة ثم استعير لكل سريع.