للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمكنني ذلك في جميع قومك لفعلت. قال: فقلت: أكون متواريا أو ظاهرا؟

قال: كن متواريا كظاهر.

فكنت والله أكتب إليه كما يكتب الرجل إلى أبيه وعمه. قال: فلما فرغ من الحديث رددت إليه طيلسانه، فقال: مهلا، إن ثيابنا إذا فارقتنا لم ترجع إلينا.

[ومن أحاديث النوكى.]

حديث أبي سعيد الرفاعي: سئل عن الدنيا والدائسة، فقال: أما الدنيا فهذه الذي أنتم فيها، وأما الدائسة فهي دار أخرى بائنة من هذه الدار، لم يسمع أهلها بهذه الدار ولا بشيء من أمرها، وكذلك نحن لم نسمع بشيء من أمرها، إلا أنه قد صحّ عندنا إن بيوتهم من قثاء، وسقوفهم من قثاء وأنعامهم من قثاء، وخيلهم من قثاء، وهم أنفسهم من قثاء، وقثاءهم أيضا من قثاء. قالوا له: يا أبا سعيد، زعمت أن أهل تلك الدار لم يسمعوا بهذه الدار ولا بشيء من أمرها، وكذلك نحن لهم، وأراك تخبرنا عنهم بأخبار كثيرة. قال: فمن ثمّ أعجب زيادة.

قالوا: ذمّ رجل عند الأحنف الكمأة بالسمن، فقال الأحنف: «ربّ ملوم لا ذنب له» .

عبد الله بن مسلم، عن شبّة بن عقال، إن رجلا قال في مجلس عبيد الله بن زياد: ما أطيب الأشياء؟ فقال رجل: ما شيء أطيب من تمرة نرسيان كأنها من آذان النوكى عليتها بزبدة «١» .

وقال أوس بن جابر لأبن عامر:

ظلت عتاب النوك تخفق فوقه ... رخو طفاطفه قديم الملعب «٢»

قد ظلّ يوعدني وعين وزيره ... خضراء خاسفة كعين العقرب

<<  <  ج: ص:  >  >>