للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يك يخشى الجار منه إذا دنا ... أذاه ولا يخشى الحريمة سائلة

فتى كان للمعروف يبسط كفّه ... إذا قبضت كفّ البخيل ونائله

[[أحاديث ورسائل ونصائح متفرقة]]

قال: دخل معن بن زائدة على أبي جعفر المنصور، فقارب في خطوه فقال المنصور: لقد كبرت سنك! قال: في طاعتك. قال: وإنك لجلد! قال: على عدائك، قال: وأرى فيك بقيّة! قال: هي لك.

قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى عمرو بن سعيد الأشدق، حين خرج عليه:

أما بعد، فإن رحمتي لك تصرفني عن الغضب عليك، لتمكّن الخدع منك، وخذلان التوفيق إياك. نهضت بأسباب وهمتك أطماعك أن تستفيد بها عزا، كنت جديرا لو اعتدلت أن لا تدفع بها ذلّا. ومن رحل عنه حسن النظر واستوطنته الأماني ملك الحين تصريفه، واستترت عنه عواقب أمره. وعن قليل يتبيّن من سلك سبيلك، ونهض بمثل أسبابك، أنه أسير غفلة، وصريع خدع، ومغيض ندم. والرّحم تحمل على الصفح عنك ما لم تحلل بك عواقب جهلك، وتزجر عن الإيقاع بك. وأنت، إن ارتدعت، في كنف وستر.

والسلام.

فكتب إليه عمرو:

أما بعد، فإن استدراج النّعم إياك أفادك البغي، ورائحة التدرة أورثتك الغفلة. زجرت عما واقعت مثله، وندبت إلى ما تركت سبيله. ولو كان ضعف الأسباب يؤيس الطلاب ما انتقل سلطان، ولا ذل عزّ. وعما قليل تتبيّن من أسير الغفلة، وصريع الخدع. والرحم تعطف على الإبقاء عليك، مع دفعك ما غيرك أقوم به منك. والسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>