للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عائشة، ثم قيل لعبيد الله ابنه: ابن عائشة. وكان كثير العلم والسماع، متصرفا في الخبر والأثر. وكان من أجواد قريش، وكان لا يكاد يسكت، وهو في ذلك كثير الفوائد. وكان أبوه محمد بن حفص عظيم الشأن، كثير العلم، بعث إليه ينخاب خليفته في بعض الأمر، فأتاه في حلقته في المسجد، فقال له في بعض كلامه: أبو من أصلحك الله؟ فقال له: هلا عرفت هذا قبل مجيئك! وإن كان لا بد منه فاعترض من شئت فسله. فقال له: إني أريد أن تخليني. قال: أفي حاجة لك أم في حاجة لي؟ قال: بل في حاجة لي.

قال: فألقني في المنزل قال: فإن الحاجة لك. قال: ما دون إخواني ستر.

[[محمد بن مسعر]]

ومنهم محمد بن مسعر العقيليّ، وكان كريما كريم المجالسة، يذهب مذهب النساك، وكان جوادا. مرّ صديق له من بني هاشم بقصر له وبستان نفيس، فبلغه أنه استحسنه، فوهبه له.

ومنهم أحمد بن المعذل بن غيلان، كان يذهب مذهب مالك رحمه الله، وكان ذا بيان وتبحر في المعاني، وتصرف في الألفاظ.

[[الحسن بن سهل]]

وممن كان يكثر الكلام جدا الفضل بن سهل، ثم الحسن بن سهل في أيامه.

وحدثني محمد بن الجهم وداود بن أبي داود قالا: جلس الحسن بن سهل في مصلّى الجماعة، لنعيم بن خازم، فأقبل نعيم حافيا حاسرا وهو يقول: ذنبي أعظم من السماء، ذنبي أعظم من الهواء، ذنبي أعظم من الماء قالا: فقال له الحسن بن سهل: على رسلك، تقدمت منك طاعة، وكان آخر أمرك إلى توبة، وليس للذنب بينهما مكان، وليس ذنبك في الذنوب بأعظم من عفو أمير المؤمنين في العفو.

<<  <  ج: ص:  >  >>