بقبيح ما قارف «١» ، عن اقتدار ذوي الطهارة في الكلام، وادلال اهل البراءة في الندى. هذه حال الحاطىء في عاجل الدنيا، فإذا كان يوم الجزاء الأكبر فهو عان لا يفك، وأسير لا يفادى، وعارية لا تؤدي. فاحذر عادة العجز وألف الفكاهة، وحبّ الكفاية، وقلة الإكتراث للخطيئة، والتأسف على الفائت منها، وضعف الندم في أعقابها.
أخي، أنعي إليك القاسي، فإنه ميّت وإن كان متحركا، وأعمى وإن كان رائيا. واحذر القسوة فإنها رأس الخطايا، وإمارة الطبع «٢» . وهي الشوهاء العاقر، والداهية العقام. وأراك ترتكض في حبائلها، وتستقبس من شررها. ولا بأس أن يعظ المقصر ما لم يكن هازلا. ولن يهلك أمرؤ عرف قدره. ورب حامل علم إلى من هو أعلم منه. علمنا الله وإياكم ما فيه نجاتنا، وأعاننا وإياكم على تأدية ما كلفنا. والسلام.
[أحاديث طريفة]
قال: وقلت لحباب: إنك لتكذب في الحديث. قال: وما عليك إذا كان الذي أريد فيه أحسن منه. فو الله ما ينفعك صدقه ولا يضرك كذبه. وما يدور الأمر إلا على لفظ جيد ومعنى حسن. ولكنك والله لو أردت ذلك لتلجلج لسانك، ولذهب كلامك.
وقال أبو الحسن: سمع أعرابي مؤذنا يقول: «أشهد أن محمدا رسول الله» . قال: يفعل ماذا؟
قال: وكان يقال: أول العلم الصمت، والثاني الإستماع، والثالث الحفظ، والرابع العمل به، والخامس نشره.
أبو الحسن قال: قرأ رجل في زمن عمر بن الخطاب رحمه الله: فإن