للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيء. قال: يا أمير المؤمنين، أحلف لك؟ قال: وإذا حلفت لي أصدّقك؟

قال: نعم، إن الله لم يرفع أحدا فوق ألا يرضى به، ولم يضع أحدا دون ألا يرضى منه.

[[عبيد الله العائشي]]

وكان أبو ظبيان التيمي العائشي خطيبا، فدخل عليه ابنه عبيد الله وهو يكيد بنفسه، فقال له: ألا أوصي بك الأمير. قال: لا. قال: ولم؟ قال:

إذا لم يكن للحيّ إلا وصيّة الميّت فالحي هو الميت.

وكان عبيد الله أفتك الناس، وأخطب الناس. وهو الذي أتى باب مالك ابن مسمع ومعه نار، ليحرّق عليه داره، وقد كان نابه أمر فلم يرسل إليه قبل الناس، فأشرف عليه مالك فقال: مهلا يا أبا مطر، فو الله إن في كنانتي سهما أنا به أوثق مني بك. قال: وإنك لتعدني في كنانتك، فو الله لو قمت فيها لطلتها، ولو قعدت فيها لخرقتها. قال مالك: مهلا، أكثر الله في العشيرة مثلك! قال: لقد سألت الله شططا! ودخل عبيد الله على عبد الملك بن مروان، بعد أن أتاه برأس مصعب بن الزبير، ومعه ناس من وجوه بكر بن وائل، فأراد أن يقعد معه على سريره فقال له عبد الملك: ما بال الناس يزعمون أنك لا تشبه أباك؟ قال: والله لأنا أشبه بأبي من الليل بالليل، والغراب بالغراب، والماء بالماء، ولكن إن شئت أنبأتك بمن لا يشبه أباه. قال: ومن ذاك؟ قال: من لم يولد لتمام، ولم تنضجه الأرحام، ومن لم يشبه الأخوال والأعمام. قال: ومن ذاك؟ قال: ابن عمي سويد بن منجوف. قال عبد الملك: أو كذلك أنت يا سويد؟ قال: نعم. فلما خرجا من عنده أقبل عليه سويد فقال: وريت بك زنادي! والله ما يسرني أنك كنت نقصته حرفا واحدا مما قلت له وأن لي حمر النّعم. قال: وأنا والله ما يسرني بحلمك اليوم عني سود النعم.

قال: وأتى عبيد الله عتّاب بن ورقاء، وعتاب على أصبهان، فأعطاه

<<  <  ج: ص:  >  >>