قل للذي ظل ذا لونين يأكلني ... لقد خلوت بلحم عادم البشم
إياك لا ألزمن لحييك من لجمي ... نكلا ينكل قرّاصا من اللجم «١»
إني امرؤ لا أصوغ الحلي تعمله ... كفّاي، لكن لساني صائغ الكلم
وقال الآخر:
إني بغيت الشعر وابتغاني ... حتى وجدت الشعر في مكاني
في عيبة مفتاحها لساني
وأنشد:
إني وإن كان ردائي خلقا ... وبرنكاني سملا قد أخلقا «٢»
قد جعل الله لساني مطلقا
[[الفصاحة واللحن]]
قال أبو عثمان «٣» : والعتّابيّ حين زعم أن كلّ من أفهمك حاجته فهو بليغ فلم يعن أن كل من أفهمنا من معاشر المولدين والبلديين قصده ومعناه، بالكلام الملحون، والمعدول عن جهته، والمصروف عن حقه، إنه محكوم له بالبلاغة كيف كان بعد أن نكون قد فهمنا عنه. ونحن قد فهمنا معنى كلام النبطي الذي قيل له: لم اشتريت هذه الأتان؟ قال:«اركبها وتلد لي» . وقد علمنا أن معناه كان صحيحا.
وقد فهمنا قول الشيخ الفارسي حين قال لأهل مجلسه:«ما من شر من دين» وإنه قال حين قيل له: ولم ذاك يا أبا فلان؟ قال:«من جرّى يتعلقون» . وما نشك أنه قد ذهب مذهبا، وأنه كما قال.