للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكما قالوا: أبو مسعود البدري، لأنه كان نازلا على ذلك الماء. وكما قالوا:

أبو مالك السدي، لأنه كان يبيع الخمر في سدة المسجد.

وهذا الباب مستقصى في كتاب «الأسماء والكنى» ، وقد ذكرنا جملة منه في كتاب «أبناء السراري والمهيرات» .

[[حروف اللثغة]]

ذكر الحروف التي تدخلها اللثغة وما يحضرني منها:

قال أبو عثمان: وهي أربعة أحرف: القاف، والسين، واللام، والراء.

فأما التي هي على الشين المعجمة فذلك شيء لا يصوره الخط! لأنه ليس من الحروف المعروفة، وإنما هو مخرج من المخارج، والمخارج لا تحصى ولا يوقف عليها. وكذلك القول في حروف كثيرة من حروف لغات العجم، وليس ذلك في شيء أكثر منه في لغة الخوز. وفي سواحل البحر من اسياف فارس ناس كثير، كلامهم يشبه الصفير. فمن يستطيع أن يصور كثيرا من حروف الزمزمة والحروف التي تظهر من فم المجوسي إذا ترك الإفصاح من معانيه، وأخذ في باب الكناية وهو على الطعام؟! فاللثغة التي تعرض للسين تكون ثاء، كقولهم لأبي يكسوم: أبي يكثوم، وكما يقولون بثرة، إذا أرادوا بسرة. وبثم الله إذا أرادوا بسم الله.

والثانية اللثغة التي تعرض للقاف، فإن صاحبها يجعل القاف طاء، فإذا أراد أن يقول: قلت له، قال: طلت له، وإذا أراد أن يقول قال لي، قال: طال لي.

وأما اللثغة التي تقع في اللام فإن من أهلها من يجعل اللام ياء فيقول بدل قوله: اعتلك: اعتييك، وبدل جمل: جمى. وآخرون يجعلون اللام كافا، كالذي عرض لعمر أخي هلال، فإنه كان إذا أراد أن يقول: ما العلة في هذا، قال: مكعكة في هذا.

وأما اللثغة التي تقع في الراء فإن عددها يضعف على عدد لثغة اللام، لأن الذي يعرض لها أربعة أحرف: فمنهم من إذا أراد أن يقول عمرو، قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>