للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال غيلان ابو مروان: إذا أردت أن تتعلم الدعاء، فاسمع دعاء الأعراب.

وقال رجل من بني سليم، وسأله الحجاج عن المطر فقال: أصابتنا سحائب ثلاث: بحوران بقطر وقطر كبار، فكان الصّغار للكبار لحمة. ثم أصابتنا الثانية بسواء فلبّدت الدّماث «١» ودحضت العزاز «٢» وصدعت الكمأة عن أماكنها. ثم أصابتنا الثالثة بالقريتين فملأت الإخاذ «٣» ، وأفعمت كل واد، وأقبلنا في ماء يجر الضبع ويستخرجها من وجارها «٤» .

وقال رجل من بني أسد لمحمد بن مروان وسأله عن المطر فقال: ظهر الإعصار، وكثر الغبار، وأكل ما أشرف من الجنبة «٥» وأيقنّا أنه عام سنة.

[[من نوادر الأخبار والأشعار]]

قال أبو الحسن عتّاب: عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، إن الإسكندر كان لا يدخل مدينة إلا هدمها، وقتل أهلها، حتى مر بمدينة كان مؤدبه فيها، فخرج إليه، فألطفه الإسكندر وأعظمه، فقال له: «أيها الملك، إن أحق من زيّن لك أمرك وواتاك على كل ما هويت لأنا، وإن أهل هذه المدينة قد طمعوا فيك لمكاني منك، وأحب ألا تشفعني فيهم، وأن تخالفني في كل ما سألتك لهم» . فأعطاه الإسكندر من ذلك ما لا يقدر على الرجوع عنه. فلما توثق منه قال: «فإن حاجتي أن تدخلها وتخربها وتقتل أهلها» . فقال الإسكندر: ليس إلى ذلك سبيل، ولا بد من مخالفتك.

<<  <  ج: ص:  >  >>