له. انظروا فإن أنكرتم فأنكروا، وإن عرفتم فآزروا. حق وباطل، ولكل أهل، ولئن أمر الباطل لقديما فعل، ولئن قلّ الحق لربما ولعل. ما أدبر شيء فأقبل. ولئن رجعت عليكم أموركم أنكم لسعداء، وإني لأخشى أن تكونوا في فترة وما علينا إلا الاجتهاد.
قال أبو عبيدة: وروى فيها جعفر بن محمد:
ألا أن أبرار عترتي، وأطايب أرومتي، أحلم الناس صغارا، وأعلم الناس كبارا. ألا وإنّا أهل بيت من علم الله علمنا، وبحكم الله حكمنا، ومن قول صادق سمعنا. وأن تتبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا، وإن لم تفعلوا يهلككم الله بأيدينا. معنا راية الحق، من تبعها لحق، ومن تأخر عنها غرق، ألا وإن بنا ترد دبرة «١» كل مؤمن، وبنا تخلع ربقة «٢» الذل من أعناقكم، وبنا غنم، وبنا فتح الله لا بكم، وبنا يختم لا بكم.
[خطبة لعلي بن ابي طالب أيضا (ر)[في الآخرة]]
. أما بعد فإنّ الدنيا قد أدبرت وآذنت بوداع، وإن الآخرة قد أقبلت وأشرفت باطّلاع. وإن المضمار اليوم والسباق غدا. ألا وإنتم في أيام أمل من ورائه أجل، فمن أخلص في أيام أمله قبل حضور أجله فقد نفعه عمله، ولم يضرره أمله ومن قصر في أيام أمله قبل حضور أجله، فقد خسر عمله، وضره أمله.
ألا فاعملو الله في الرغبة، كما تعملون له في الرهبة. ألا وإني لم أر كالجنة نام طالبها، ولا كالنار نام هاربها. ألا وإنه من لم ينفعه الحق يضره الباطل، ومن لم يستقم به الهدي يجر به الضلال. ألا وإنكم قد أمرتم بالظعن، ودللتم على الزاد، وإن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل.