أبو الحسن، عن إبراهيم بن سعد قال: قال خالد بن صفوان: «ما الإنسان لولا اللسان إلا صورة ممثلة، أو بهيمة مهملة» .
[[خطباء قريش]]
أبو الحسن قال: كان أبو بكر خطيبا، وكان عمر خطيبا، وكان عثمان خطيبا وكان عليّ أخطبهم. وكان من الخطباء: معاوية، ويزيد، وعبد الملك، ومعاوية بن يزيد، ومروان، وسليمان، ويزيد بن الوليد، والوليد بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز. ومن خطباء بني هاشم: زيد بن علي، وعبد الله بن الحسن، وعبد الله بن معاوية، خطباء لا يجارون. ومن خطباء النساك والعباد: الحسن بن أبي الحسن البصري، ومطرف بن عبد الله الحرشي، ومورّق العجلي وبكر بن عبد الله المزني، ومحمد بن واسع الأزديّ، ويزيد بن أبان الرّقاشي ومالك بن دينار السامي.
وليس الأمر كما قال، في هؤلاء القاص المجيد، والواعظ البليغ، وذو المنطق الوجيز. فأما الخطب فإنّا لا نعرف أحدا يتقدم الحسن البصري فيها.
وهؤلاء وإن لم يسموا خطباء فإن الخطيب لم يكن يشق غبارهم.
أبو الحسن قال: حدثني أبو سليمان الحميريّ قال: كان هشام بن عبد الملك يقول: إني لأستصفق العمامة الرقيقة تكون على أذني إذا كان عندي عبد الأعلى بن عبد الله، مخافة أن يسقط عني من حديثه شيء.
ومن الخطباء من بني عبد الله بن غطفان: أبو البلاد «١» ، كان راوية ناسبا. ومنهم هاشم بن عبد الأعلى الفزاريّ ومن الخطباء: حفص بن معاوية الغلابي وكان خطيبا، وهو الذي قال حين أشرك سليمان بن علي بينه وبين مولى له على دار القتب: أشركت بيني وبين غير الكفيّ، ووليتني غير السنيّ» .