عيونكم أصغر من حثالة القرظ، وقراضة الجلمين «١» . واتعظوا بمن كان قبلكم، قبل أن يتعظ بكم من يأتي بعدكم. فارفضوها ذميمة، فإنها رفضت من كان أشغف بها منكم.
وفي هذه الخطبة أبقاك الله ضروب من العجب: منها أن الكلام لا يشبه السبب الذي من أجله دعاهم معاوية، ومنها أن هذا المذهب تصنيف الناس، وفي الأخبار عما هم عليه من القهر والاذلال، ومن التقية والخوف أشبه بكلام علي رضي الله عنه ومعانيه وحاله منه بحال معاوية. ومنها أنّا لم نجد معاوية في حال من الحالات يسلك في كلامه مسلك الزهاد، ولا يذهب مذاهب العباد.
وإنما نكتب لكم ونخبر بما سمعناه، والله أعلم بأصحاب الأخبار، وبكثير منهم.
[خطبة زياد بالبصرة. وهي التي تدعى البتراء]
قال أبو الحسن المدائني، وغيره، ذكر ذلك عن مسلمة بن محارب، وعن أبي بكر الهذلي قالا: قدم زياد البصرة واليا لمعاوية بن أبي سفيان وضم إليه خراسان وسجستان، والفسق بالبصرة كثير فاش ظاهر.
قالا: فخطب خطبة بتراء، لم يحمد الله فيها، ولم يصل على النبي.
وقال غيره: بل قال:
الحمد لله على أفضاله وإحسانه، ونسأله المزيد من نعمه وإكرامه. اللهم كما زدتنا نعما فألهمنا شكرا.
أما بعد فإن الجهالة الجهلاء، والضلالة العمياء، والغيّ الموفي بأهله