للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشرين ألف درهم، فقال: والله ما أحسنت فأحمدك، ولا اسأت فأذمك، وإنك لأقرب البعداء، وأبعد القرباء.

قال: وقال أشيم بن شقيق بن ثور، لعبيد الله بن زياد بن ظيبان: ما أنت قائل لربك وقد حملت رأس مصعب بن الزبير إلى عبد الملك بن مروان؟

قال: أسكت، فأنت يوم القيامة أخطب من صعصعة بن صوحان إذا تكلمت الخوارج.

فما ظنك ببلاغة رجل عبيد الله بن زياد يضرب به المثل! وإنما أردنا بهذا الحديث خاصة، الدلالة على تقديم صعصعة بن صوحان في الخطب. وأدل من كلّ دلالة استنطاق عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

وكان عثمان بن عروة «١» أخطب الناس، وهو الذي قال: «الشكر وإن قلّ، ثمن لكل نوال وإن جلّ» .

وكان ثابت بن عبد الله بن الزبير، من أبين الناس، ولم يكن خطيبا.

[[قسامة بن زهير]]

وكان قسامة بن زهير أحد بني رزام بن مازن، مع نسكه وزهده ومنطقه، من أبين الناس، وكان يعدل بعامر بن عبد قيس في زهده ومنطقه. وهو الذي قال: «روّحوا هذه القلوب تع الذكر» . وهو الذي قال: «يا معشر الناس، إن كلامكم أكثر من صمتكم، فاستعينوا على الكلام بالصمت، وعلى الصواب بالفكر» . وهو الذي كان رسول عمر في البحث عن شأن المغيرة وشهادة أبي بكرة «٢» .

<<  <  ج: ص:  >  >>