عدوك ريب فارمه بهم، فإن اظفرك الله بهم فاردد أهل الشام إلى بلادهم، ولا يقيموا في غير ديارهم فيتأدبوا بغير أدبهم. لست أخاف عليك غير عبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، والحسين بن علي، فأما عبد الله بن عمر فرجل قد وقذه «١» الورع. وأما الحسين فإني أرجو أن يكفيكه الله بمن قتل أباه، وخذل أخاه. وأما ابن الزبير فإنه خبّ ضبّ «٢» .
وفي غير هذه الرواية:«فإن ظفرت بابن الزبير فقطعه إربا إربا» .
فمات معاوية فقام الضحاك بن قيس خطيبا، فقال:«إن أمير المؤمنين معاوية كان أنف العرب وهذه أكفانه ونحن مدرجوه فيها، ومخلون بينه وبين ربه، فمن أراد حضوره بعد الظهر فليحضره» . فصلّى عليه الضحاك بن قيس، ثم قدم يزيد ولده، فلم يقدم أحد على تعزيته حتى دخل عليه عبد الله بن همّام السلولي فأنشأ يقول:
اصبر يزيد فقد فارقت ذا ثقة ... واشكر حباء الذي بالملك حاباكا
لا رزء أصبح في الأقوام قد علموا ... كما رزئت ولا عقبى كعقباكا
أصبحت راعي أهل الدين كلهم ... فأنت ترعاهم والله يرعاكا
وفي معاوية الباقي لنا خلف ... إذا نعيت ولا نسمع بمنعاكا
فانفتح الخطباء للكلام بعد ذلك.
[خطبة قتيبة بن مسلم الباهلي]
قام بخرسان خطيبا حين خلع فقال:
أتدرون من تبايعون؟ إنما تبايعون يزيد بن ثروان- يعني هبنّقة القيسي كأني بأمير من جاء وحكم، وقد أتاكم يحكم في أموالكم وفروجكم وأبشاركم.