الدحمة حصان يضرب في عانة «١» ، ولقد كان أبوه يخافه على أمهات أولاده، ثم قد أصبحتم قد فتح الله عليكم البلاد، وأمن لكم السبل، حتى إن الظعينة لتخرج من مرو إلى سمرقند في غير جواز.
[خطبة الأحنف بن قيس]
قال بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلّى على نبيه:
يا معشر الأزد وربيعة، انتم إخواننا في الدين، وشركاؤنا في الصهر، وأشقاؤنا في النسب، وجيراننا في الدار، ويدنا على العدو. والله لأزد البصرة أحب إلينا من تميم الكوفة، ولأزد الكوفة أحب إلينا من تميم الشام. فإن استشرى شنآنكم «٢» وأبى حسك صدوركم «٣» ، ففي أموالنا وسعة أحلامنا لنا ولكم سعة.
[خطبة جامع المحاربي]
ومن محارب جامع، وكان شيخا صالحا، خطيبا لسنا، وهو الذي قال للحجاج حين بنى مدينة واسط:«بنيتها في غير بلدك، وأورثتها غير ولدك. وكذلك من قطعه العجب عن الإستشارة، والاستبداد عن الإستخارة» .
وشكا الحجاج سوء طاعة أهل العراق وتنقّم مذهبهم، وتسخط طريقتهم، فقال جامع:
أما إنهم لو أحبوك لأطاعوك، على أنهم ما شنفوك «٤» لنسبك، ولا لبلدك، ولا لذات نفسك، فدع ما يبعدهم منك، إلى ما يقرّبهم إليك، والتمس العافية ممن دونك تعطها ممن فوقك، وليكن إيقاعك بعد وعيدك، ووعيدك بعد وعدك.