للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما مات من كنت ابنه لا ولا الذي ... له مثل ما أسدى أبوك وما سعى

تمنّى أناس شأوه من ضلالهم ... فأضحوا على الأذقان صرعى وظلّعا

وقال مسلم الأنصاريّ يرثي يزيد بن مزيد:

قبر ببرذعة استسرّ ضريحه ... خطرا تقاصر دونه الأخطار

أبقى الزمان على معدّ بعده ... حزنا كعمر الدهر ليس يعار

نفضت بك الآمال أحلاس الغنى ... واسترجعت نزّاعها الأمصار

فاذهب كما ذهبت غوادي مزنة ... أثنى عليها السهل والأوعار

وقال همّام الرّقاشيّ:

أبلغ أبا مسمع عني مغلغلة ... وفي العتاب حياة بين أقوام

قدّمت قبلي رجالا لم يكن لهم ... في الحق أن يلجوا الأبواب قدّامي

لو عدّ قبر وقبر كنت أكرمهم ... قبرا وأبعدهم من منزل الذّام

حتى جعلت إذا ما حاجة عرضت ... بباب قصرك أدلوها بأقوام

وقال الأبيرد الرياحيّ يرثي أخاه:

فتى إن هو استغنى تخرّق في الغنى ... وإن قلّ مال لم يؤد متنه الفقر

وسامى جسيمات الأمور فنالها ... على العسر حتى يدرك العسرة اليسر

ترى القوم في العزّاء ينتظرونه ... إذا شك رأي القوم أو حزب الأمر «١»

فليتك كنت الحي في الناس باقيا ... وكنت أنا الميت الذي غيّب القبر

لقد كنت استعفي الآله إذا اشتكى ... من الأجر لي فيه وإن سرّني الأجر

واجزع أن ينأى به بين ليلة ... فكيف ببين صار ميعاده الحشر

وقال أبو عبيدة: أنشدني رجل من بني عجل:

وكنت أعير الدمع قبلك من بكى ... فأنت على من مات بعدك شاغله

لقد رحل الحيّ المقيم وودعوا ... فتى لم يكن يأذى به من ينازله

<<  <  ج: ص:  >  >>