«أرادي أنت إلى الكفر بعد الإيمان، لا أهجو قوما نصروا رسول الله صلّى الله عليه وآله وآووه، ولكني سأدلك على غلام في الحي، كافر كأن لسانه لسان ثور» . يعني الأخطل.
وجاء في الحديث:«إن الله تبارك وتعالى يبغض الرجل الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل الباقرة الخلا بلسانها» .
قالوا: ويدل على ذلك قول حسان بن ثابت، حين قال له النبي عليه السلام:«ما بقي من لسانك؟» . فأخرج لسانه حتى قرع بطرفه طرف أرنبته، ثم قال:«والله إن لو وضعته على شعر لحلقه، أو على صخر لفلقه، وما يسرني به مقول من معد» .
وأبو السمط مروان بن أبي الجنوب بن مروان بن أبي حفصة، وأبوه وابنه في نسق واحد، يقرعون بأطراف ألسنتهم أطراف أنفهم.
وتقول الهند: لولا أن الفيل مقلوب اللسان لكان أنطق من كل طائر يتهيأ في لسانه كثير من الحروف المقطعة المعروفة.
وقد ضرب الذين زعموا أن ذهاب جميع الأسنان أصلح في الإبانة عن الحروف من ذهاب الشطر أو الثلثين، في ذلك مثلا، فقالوا: الحمام المقصوص جناحاه جميعا أجدر أن يطير من الذي يكون جناحاه أحدهما وافرا والآخر مقصوصا. قالوا: وعلة ذلك التعديل والاستواء، وإذا لم يكن ذلك كذلك ارتفع أحد شقيه وانخفض الآخر، فلم يجذف ولم يطر.
والقطا من الطير قد يتهيأ من أفواهها أن تقول: قطاقطا. وبذلك سميت ويتهيأ من أفواه الكلاب العينات والفاءات والواوات، كنحو قولها: وو وو، وكنحو قولها: عف عف.
قال الهيثم بن عدي: قيل لصبي: من أبوك؟ فقال: وو وو، لأن أباه كان يسمى كلبا.