للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما ينبغي أن يكون في الأرض رجل واحد أجهل منك! وكان ابن فهريز في نفسه أكثر الناس علما وأدبا، وكان حريصا على الجثلقة. فقال للفتى: وكيف حللت عندك هذا المحل؟ قال: لأنك تعلم أنا لا نتخذ الجاثليق «١» إلا مديد القامة، وأنت قصير القامة، ولا نتخذه إلا جهير الصوت جيد الحلق، وأنت دقيق الصوت رديء الحلق، ولا نتخذه إلا وهو وافر اللحية عظيمها وأنت خفيف اللحية صغيرها، وأنت تعلم أنا لا نختار للجثلقة إلا رجلا زاهدا في الرياسة، وأنت أشد الناس عليها كلبا، وأظهرهم لها طلبا. فكيف لا تكون أجهل الناس وخصالك هذه كلها تمنع من الجثلقة، وأنت قد شغلت في طلبها بالك، وأسهرت فيها ليلك. وقال أبو الحجناء في شدة الصوت:

إني إذا ما زبّب الأشداق ... والتجّ حولي النقع واللقلاق «٢»

ثبت الجنان مرجم ودّاق المرجم: الحاذق بالمراجمة بالحجارة. والودّاق الذي يسيل الحجارة كالودق من المطر.

وجاء في الحديث: « «من وقي شرّ لقلقه وقبقبه وذبذبه وقي الشر» .

يعني لسانه وبطنه وفرجه.

وقال عمر بن الخطاب في بواكي خالد بن الوليد بن المغيرة: «وما عليهن أن يرقن من دموعهن على أبي سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة» .

وجاء في الأثر: «ليس منا من حلق أو صلق، أو سلق، أو شق» .

ومما مدح به العماني هارون الرشيد، بالقصيد دون الرجز، قوله:

جهير العطاس شديد النّياط ... جهير الرواء جهير النغم

ويخطو على الأين خطو الظليم ... ويعلو الرجال بجسم عمم

<<  <  ج: ص:  >  >>