وكان أبو سعيد الرأي، وهو شرشير المدني يعيب أبا حنيفة، فقال الشاعر:
عندي مسائل لا شرشير يحسنها ... عند السؤال ولا أصحاب شرشير
ولا يصيب فصوص الحقّ نعلمه ... إلا حنيفية كوفية الدور
ومما قالوا في الإيجاز، وبلوغ المعاني بالألفاظ اليسيرة، قول ثابت فطنة:
ما زلت بعدك في هم يجيش به ... صدري وفي نصب قد كاد يبليني
لا أكثر القول فيما يهضبون به ... من الكلام، قليل منه يكفيني «١»
إني تذكرت قتلى لو شهدتهم ... في غمرة الموت لم يصلوا بها دوني
وقال رجل من طي ومدح كلام رجل فقال: «هذا كلام يكتفى بأولاه، ويشتفى بأخراه» .
وقال أبو وجزة السعدي، من سعد بن بكر، يصف كلام رجل:
يكفي قليل كلامه وكثيره ... ثبت إذا طال النضال مصيب
ومن كلامهم الموجز في أشعارهم العكلي، في صفة قوس:
في كفه معطية منوع ... موثقة صابرة جزوع
وقال الآخر، ووصف سهم رام أصاب حمارا، فقال:
حتى نجا من جوفه وما نجا «٢»
وقال الآخر وهو يصف ذئبا:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute