مروان الضحاك بمرج راهط، قام فينا خطيبا فقال:«إن ثعلب بن ثعلب، حفر بالصحصحة «١» ، فأخطأت استه الحفرة. والهف أم لم تلدني على رجل من محارب كان يرعى في جبال مكة، فيأتي بالصربة «٢» من اللبن فيبيعها بالقبضة من الدقيق، فيرى ذلك سدادا من عيش، ثم أنشأ يطلب الخلافة ووراثة النبوة» .
وأول هذا الكلام مستكره، وهو موجود في كل كتاب. وجار على لسان كل صاحب خبر. وقد سمعت لابن الزبير كلاما كثيرا، ليس هذا في سبيله، ولا يتعلق به.
وقال أبو يعقوب الأعور:
وخلجة ظن يسبق الطرف حزمها ... تشيف على غنم وتمكن من ذحل
صدعت بها والقوم فوضى كأنهم ... بكارة مرباع تبصبص للفحل
خلجة ظن: أي جذبه ظن، كأنه يجذب صواب الرأي جذبا. والخلج:
الجذب. تشيف: أي تشرف، يقال أشاف وأشفى بمعنى واحد، أي أشرف.
بكارة مرباع: أي نوق فتايا قد أذلت للفحل. مرباع: أي نوق رئيس، والمرباع: ربع الغنيمة في الجاهلية لصاحب الجيش، وقال ابن عنمة:
لك المرباع منها والصفايا ... وحكمك والنشيطة والفضول
وقال رجل من بني يربوع:
إلى الله أشكو ثم أشكو إليكما ... وهل تنفع الشكوى إلى من يزيدها
حزازات حب في الفؤاد وعبرة ... أظلّ بأطراف البنان أذودها
يحن فؤادي من مخافة بينكم ... حنين المزجّى وجهة لا يريدها