وقال أبو الحسن: دخل الهذيل بن زفر الكلابي، على يزيد بن المهلب في حملات لزمته، ونوائب نابته، فقال له:«أصلحك الله، إنه قد عظم شأنك، وارتفع قدرك أن يستعان بك، أو يستعان عليك. ولست تفعل شيئا من المعروف إلا وأنت أكبر منه. وليس العجب من أن تفعل ولكن العجب من أن لا تفعل» . قال يزيد: حاجتك. فذكرها، فأمر له بها، وأمر له بمائة ألف، فقال: أما الحمالات فقد قبلتها، وأما المال فليس هذا موضعه.
عيسى بن يزيد بن دأب، عمّن حدثه عن رجل كان يجالس ابن عباس قال: قال عثمان بن أبي العاصي الثقفي لبنيه: «يا بني، إني قد أمجدتكم في أمهاتكم، وأحسنت في مهنة أموالكم، وإني ما جلست في ظل رجل من ثقيف أشتم عرضه. والناكح مغترس، فلينظر امرؤ منكم حيث يضع غرسه. والعرق السوء قلما ينجب ولو بعد حين» . قال: فقال ابن عباس: «يا غلام، أكتب لنا هذا الحديث» .
قال: ولما همت ثقيف بالارتداد قال لهم عثمان: «معاشر ثقيف، لا تكونوا آخر العرب إسلاما، وأولهم إرتدادا» .
قال: وسمعت إعرابيا ذكر يوما قريشا، فقال:«كفى بقريش شرفا إنهم أقرب الناس نسبا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأقربهم بيتا من بيت الله» .
الأصمعي قال: قيل لعقيل بن علّفة أتهجو قومك؟ قال: الغنم إذا لم يصفر بها لم تشرب.
قال: وقيل لعقيل: لم لا تطيل الهجاء؟ قال:«يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق» .
قال: وسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمرو بن معد يكرب، عن سعد قال: كيف أميركم؟ قال:«خير أمير. نبطي في حبوته، عربي في نمرته، أسد في تامورته «١» ، يعدل في القضية، ويقسم بالسوية، وينفر في