وكان بشار كثير المدح لواصل بن عطاء قبل أن يدين بشار بالرجعة، ويكفر جميع الأمة. وكان قد قال في تفضيله على خالد بن صفوان «١» وشبيب ابن شيبة «٢» ، والفضل بن عيسى، يوم خطبوا عند عبد الله بن عمر بن عبد العزيز والي العراق:
أبا حذيفة قد أوتيت معجبة ... في خطبة بدهت من غير تقدير
وإن قولا يروق الخالدين معا ... لمسكت مخرس عن كل تحبير
لأنه كان مع ارتجاله الخطبة التي نزع منها الراء، كانت مع ذلك أطول من خطبهم. وقال بشار:
تكلفوا القول والأقوام قد حفلوا ... وحبروا خطبا ناهيك من خطب
فقام مرتجلا تغلي بداهته ... كمرجل القين لما حف باللهب
وجانب الراء لم يشعر بها أحد ... قبل التصفح والإغراق في الطلب
وقال في كلمة له يعني تلك الخطبة:
فهذا بديه لا كتحبير قائل ... إذا ما أراد القول زوره شهرا
فلما انقلب عليهم بشار ومقاتله لهم بادية، هجوه ونفوه، فما زال غائبا حتى مات عمرو بن عبيد. وقال صفوان الأنصاري:
متى كان غزال له ابن حوشب ... غلام كعمرو أو كعيسى بن حاضر «٣»
أما كان عثمان الطويل ابن خالد ... أو القرم حفص نهية للمخاطر «٤»
له خلف شعب الصين في كل ثغرة ... إلى سوسها الأقصى وخلف البرابر