للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها زرانيخ ومكر ومرتك ... ومن مرقشيشا غير كاب ولا مكدي «١»

وفيها ضروب القار والشب والمها ... وأصناف كبريت مطاولة الوقد «٢»

ترى العرق منها في المقاطع لائحا ... كما قدّت الحسناء حاشية البرد

ومن إثمد جون وكلس وفضة ... ومن توتياء في معادنه هندي

وفي كل أغوار البلاد معادن ... وفي ظاهر البيداء من مستو نجد

وكل يواقيت الأنام وحليها ... من الأرض والأحجار فاخرة المجد

وفيها مقام الخل والركن والصفا ... ومستلم الحجاج من جنة الخلد

وفي صخرة الخضر التي عند حوتها ... وفي الحجر الممهي لموسى على عمد «٣»

وفي الصخرة الصماء تصدع آية ... لام فصيل ذي رغاء وذي وخد «٤»

مفاخر للطين الذي كان أصلنا ... ونحن بنوه غير شك ولا جحد

فذلك تدبير ونفع وحكمة ... وأوضح برهان على الواحد الفرد

أتجعل عمرا والنطاسي واصلا ... كأتباع ديصان وهم قمش المد

وتفخر بالميلاء والعلج عاصم ... وتضحك من جيد الرئيس أبي الجعد

وتحكي لذى الأقوام شنعة رأيه ... لتصرف أهواء النفوس إلى الرد

وسميته الغزال في الشعر مطنبا ... ومولاك عند الظلم قصته مردي

- يقول: إن مولاك ملاح، لأن الملاحين إذا تظلموا رفعوا المرادي-.

فيا ابن حليف الطين واللؤم والعمى ... وأبعد خلق الله من طرق الرشد

أتهجو أبا بكر وتخلع بعده ... عليا وتعزو كل ذاك إلى برد

كأنك غضبان على الدين كله ... وطالب ذحل لا يبيت على حقد «٥»

رجعت إلى الأمصار من بعد واصل ... وكنت شريدا في التهائم والنجد «٦»

<<  <  ج: ص:  >  >>