للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وقال زياد: ما أتيت مجلسا قط إلا تركت منه ما لو أخذته كان لي. وترك ما لي، أحب إلي من أخذ ما ليس لي.

وقال الأحنف: ما كشفت أحدا عن حالي عنده إلا وجدتها دون ما كنت أظن.

قال: وأثنى رجل على علي بن أبي طالب فأفرط، وكان علي له متهما، فقال: أنا دون ما تقول، وفوق ما في نفسك.

قال: وكان يقال: خمس خصال تكون في الجاهل: الغضب في غير غضب، والكلام في غير نفع، والعطية في غير موضع، والثقة بكل أحد، وألا يعرف صديقه من عدوه.

وأثنى أعرابي على رجل فقال: إن خيرك لسريح، وإن منعك لمريح، وإن رفدك لربيح.

وقال سعيد بن سلم: كنت واليا بأرمينية، فغبر أبو دهمان الغلابي على بابي أياما، فلما وصل إلي مثل يدي قائما بين السّماطين وقال:

«والله إني لأعرف أقواما لو علموا أن سفّ التراب يقيم من أود أصلابهم لجعلوه مسكة لأرماقهم، إيثارا للتنزه عن عيش رقيق الحواشي. أما والله إني لبعيد الوثبة، بطيء العطفة. وإنه والله ما يثنيني عليك إلا مثل ما يصرفني عنك. ولأن أكون مقلا مقربا أحب إلي من أن أكون مكثرا مبعدا. والله ما نسأل عملا لا نضبطه، ولا مالا إلا ونحن أكثر منه. وهذا الأمر الذي صار إليك وفي يديك، قد كان في يديّ غيرك، فأمسوا والله حديثا، إن خيرا فخير وإن شرا فشر. فتحبب إلى عباد الله بحسن البشر، ولين الجانب، فإن حبّ عباد الله موصول بحب الله، وبغضهم موصول ببغض الله، لأنهم شهداء الله على خلقه، ورقباؤه على من عاج عن سبيله» .

ودخل عتبة بن عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، على خالد ابن عبد الله القسري بعد حجاب شديد، وكان عتبة سخيا، فقال خالد يعرّض

<<  <  ج: ص:  >  >>