حدثني عبد الملك بن شيبان، قال: حدثني يعقوب بن الفضل الهاشمي، قال: كتب أبو جعفر إلى سلم يأمره بهدم دور من خرج مع إبراهيم، وعقر نخلهم قال: فكتب إليه سلم: بأي ذلك نبدأ؟ بالدور أم بالنخل؟
قال: فكتب إليه أبو جعفر: «أما بعد فإني لو كتبت إليك بإفساد تمرهم لكتبت إلي تستأذنني بأية نبدأ بالبرني أم بالشهريز «١» ؟» . وعزله وولى محمد بن سليمان وقال ابن مسعود:«إن طول الصلاة وقصر الخطبة مئنّة من فقه الرجل» .
مئنة كقولك: مخلقة ومجدرة ومحراة. قال الأصمعي: مئنة: علامة.
وقال عبد الله:«عليكم بالعلم، فإن أحدكم لا يدري متى يختلّ إليه» .
ولما أقدم عمر بن الخطاب عمرو بن العاص عليه من مصر قال له عمر:
«لقد سرت سير عاشق» . قال له عمرو:«إني والله ما تأبطتني الإماء، ولا حملتني البغايا في غبّرات المآلي «٢» » . قال عمر:«والله ما هذا بجواب الكلام الذي سألتك عنه، وإن الدجاجة لتفحص في الرماد فتضع لغير الفحل والبيضة منسوبة إلى طرقها» . وقام عمر فدخل وقام عمرو فقال: لقد أفحش أمير المؤمنين علينا.
وجاء في الأثر:«لا يمنع فضل الماء ليمنع به فضل الكلأ» .
قال أعرابي: اللهم لا تنزلني ماء فأكون أمرأ سوء.
وقال بلعاء بن قيس:
وكم كان في آل الملوّح من فتى ... غنادى مفدّى حين تبلى سرائره
وكم كان في آل الملوح من فتى ... يجيب خطيبا لا تخاف عوائره