للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: تجردت الحضرمية لزوجها ثم قالت: هل ترى في خلق الرحمن من تفاوت؟ قال: أرى فطورا.

وقال آخر: راودت امرأة شيخا واستهدفت له: وأبطأ عليه الأنتشار فلامته، فقال لها: إنك تفتحين بيتا وأنا أنشر ميتا.

علي بن محمد، عن عمر بن مجاشع، أن عمر كتب إلى أبي موسى الأشعري: «أما بعد، فإن للناس نفرة عن سلطانهم، فأعوذ بالله أن تدركني وإياك عمياء مجهولة، وضغائن محمولة، وأهواء متيعة، ودنيا مؤثرة. فأقم الحدود ولو ساعة من نهار، وإذا عرض لك أمران أحدهما لله والآخر للدنيا، فآثر نصيبك من الآخرة على نصيبك من الدنيا، فإن الدنيا تنفد، والآخرة تبقى. وكن من خشية الله على وجل، وأخف الفساق واجعلهم يدا يدا، ورجلا رجلا. وإذا كانت بين القبائل نائرة «١» وتداعوا: يال فلان يال فلان، فإنما تلك نجوى الشيطان، فاضربهم بالسيف حتى يفيئوا إلى أمر الله، وتكون دعواهم إلى الله وإلى الإمام. وقد بلغ أمير المؤمنين أن ضبّة تدعو:

يال ضبة! وإني والله، أعلم أن ضبة ما ساق الله بها خيرا قط، ولا منع بها من سوء قط، فإذا جاءك كتابي هذا فأنهكهم عقوبة حتى يفرقوا إن لم يفقهوا. وألصق بغيلان بن خرشة من بينهم، وعد مرضى المسلمين، وأشهد جنائزهم، وافتح بابك، وباشر أمرهم بنفسك، فإنما أنت رجل منهم، غير أن الله جعلك أثقلهم حملا. وقد بلغ أمير المؤمنين أنه قد فشا لك ولأهل بيتك في لباسك ومطعمك ومركبك، ليس للمسلمين مثلها. فإياك يا عبد الله أن تكون بمنزلة البهيمة التي مرت بواد خصيب، فلم يكن لها همة إلا السمن، وإنما حتفها في السمن.

واعلم أن للعامل مردا إلى الله، فإذا زاغ العامل زاغت رعيته، وإن أشقى الناس من شقيت به رعيته والسلام» .

عوانة، قال: قدم علينا أعرابي من كلب، وكان يحدثنا الحديث فلا يكاد يقطعه، فقال له رجل: أما لحديثك هذا آخر؟ قال: إذا عجز وصلناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>