لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها، وإني لأنظر إلى الدماء ترقرق بين العمائم واللحى.
قد شمّرت عن ساقها فشمرا
ثم قال:
هذا أوان الشد فاشتدي زيم ... قد لفها الليل بسوّاق حطم
ليس براعي ابل ولا غنم ... ولا بجزّار على ظهر وضم
وقال أيضا:
قد لفها الليل بعصلبيّ ... أروع خرّاج من الدويّ
مهاجر ليس بأعرابي
إني والله يا أهل العراق، والشقاق والنفاق، ومساوي الأخلاق، ما أغمز تغماز التين، ولا يقعقع لي بالشنان «١» ، ولقد فررت عن ذكاء «٢» وفتشت عن تجربة، وجريت من الغاية. إن أمير المؤمنين كب كنانته ثم عجم عيدانها، فوجدني أمرّها عودا، وأصلبها عمودا، فوجهني إليكم، فإنكم طالما أوضعتم «٣» في الفتن، وأضطجعتم في مراقد الضلال، وسننتم سنن الغيّ. أما والله لألحونكم لحو العصا، ولأعصبنكم عصب السلمة «٤» ، ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل، فإنكم لكأهل قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون. إني والله لا اعد إلا وفيت، ولا أهمّ إلا أمضيت، ولا أخلق إلا فريت. فإياي وهذه الجماعات وقال وقيل، وما تقولون؟ وفيم انتم وذاك؟