للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أوحشت منكم رساتيق فارس ... وبالمصر دور جمة ودروب

إذا عصبة ضجت من الخرج ناسبت ... مزونية إن النسيب نسيب

وقال بشار الأعمى، في عمر بن حفص:

ما بال عينك دمعها مسكوب ... حربت فأنت بنومها محروب

وكذاك من صحب الحوادث لم تزل ... تأتي عليه سلامة ونكوب

يا أرض ويحك اكرميه فإنه ... لم يبق للعتكيّ فيك ضريب

أبهى على خشب المنابر قائما ... يوما وأحزم إذ تشبّ حروب

إن الرزية لا رزية مثلها ... يوم ابن حفص في الدماء خضيب

لا يستجيب ولا يحير لسانه ... ولقد يحير لسانه ويجيب

غلب العزاء على ابن حفص والأسى ... إن العزاء بمثله مغلوب

إذ قيل أصبح في المقابر ثاويا ... عمر وشقّ لواؤه المنصوب

فظللت أندب سيف آل محمد ... عمرا وعز هنالك المندوب

فعليك يا عمر السلام فإننا ... باكوك ماهبت صبا وجنوب

قال اسماعيل بن غزوان: الأصوات الحسنة والعقول الحسان كثيرة، والبيان الجيد والجمال البارع قليل.

وذكر أبو الحارث، صاحب مسجد ابن رغبان، فقال: إن حدثته سبقك إلى ذلك الحديث، وإن سكتّ عنه أخذ في الترهّات.

وقال ابن وهب: أنا استثقل الكلام كما يستثقل حريث السكوت. كما قال ابن شبرمة لا ياس بن معاوية: شكلي وشكلك لا يتفقان، أنت لا تشتهي أن تسكت، وأنا لا أشتهي أن أسمع.

وقال أبو عقيل بن درست: إذا لم يكن المستمع أحرص على الاستماع من القائل على القول، لم يبلغ القائل في منطقة، وكان النقصان الداخل على قوله بقدر الخلة بالاستماع منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>