هش إذا نزل الوفود ببابه ... سهل الحجاب مؤدّب الخدام
فإذا رأيت صديقه وشقيقه ... لم تدر أيهما أخو الأرحام
قال أبو الحسن: بينا هشام يسير ومعه أعرابي إذ انتهى إلى ميل عليه كتاب، فقال للأعرابي: انظر أي ميل هذا؟ فنظر ثم رجع إليه، فقال: عليه محجن وحلقة، وثلاثة كأطباء الكلبة، ورأس كأنه رأس قطاة. فعرفه هشام بصورة الهجاء ولم يعرفه الاعرابي، وكان عليه «خمسة» .
استشهدوا أعرابيا على رجل وامرأة، فقال: رأيته قد تقمّصها، يحفزها بمؤخره، ويجذبها بمقدّمه، وخفي عليّ المسلك.
وقال آخر: رأيته قد تبطّنها، ورأيت خلخالا شائلا، وسمعت نفسا عاليا، ولا علم لي بشيء بعد.
وقال أعرابيّ: رأيت هذا قد تناول حجرا فالتفّ بهذا، وحجز الناس بينهما، وإذا هذا يستدمي.