مالكا، فقال:«كان يخرج في الليلة الصنبر عليه الشملة الفلوت «١» ، بين المزادتين النضوحين، على الجمل الثفال، معتقل الرمح الخطل» . قالوا له:
وابيك إن هذا لهو الجلد. ولا يحمل الرمح الخطل منهم إلا الشديد الأيّد «٢» ، والمدلّ بفضل قوته عليه، الذي إذا رآه الفارس في تلك الهيئة هابه وحاد عنه، فإن شد عليه كان أشدّ لاستخذائه له «٣» .
والحال الأخرى أن يخرجوا في الطلب بعقب الغارة، فربما شدّ على الفارس المولّي فيفوته بأن يكون رمحه مربوعا أو مخموسا، وعند ذلك يستعملون النيازك.، والنيزك أقصر الرماح. وإذا كان الفارس الهارب يفوت الفارس الطالب زجه بالنيزك، وربما هاب مخالطته فيستعمل الزج دون الطعن، صنيع ذؤاب الأسدي بعتيبة بن الحارث بن شهاب.
وقال الشاعر:
واسمر خطّيا كأنّ كعوبه ... نوى القصب قد أربى ذراعا على العشر
وقال آخر:
هاتيك تحملني وأبيض صارما ... ومحرّبا في مارن مخموس «٤»
وقال آخر:
فولوا وأطراف الرماح عليهم ... قوادر، مربوعاتها وطوالها
وهم قوم الغارات فيهم كثيرة، وبقدر كثرة الغارات كثر فيهم الطلب، والفارس ربما زاد في طول رمحه ليخبر عن فضل قوته، ويخبر عن قصر سيفه ليخبر عن فضل نجدته. قال كعب بن مالك:
نصل السيوف إذا قصرن بخطونا ... قدما ونلحقها إذا لم تلحق