وقد لا يلبس الخطيب الملحفة ولا الجبة ولا القميص ولا الرداء. والذي لا بد منه العمة والمخصرة. وربما قام فيهم وعليه إزاره قد خالف بين طرفيه.
وربما قام فيهم وعليه عمامته، وفي يده مخصرته، وربما كانت قضيبا وربما كانت عصا، وربما كانت قناة. وفي القنا ما هو اغلظ من الساق، وفيها ما هو أدق من الخنصر. وقد تكون محكّكة الكعوب مثقّفة من الإعوجاج، قليلة الأبن. وربما كان العود نبعا وربما كان من شوحط، وربما كان من آبنوس، ومن غرائب الخشب ومن كرائم العيدان، ومن تلك الملس المصفاة. وربما كانت لبّ غصن كريم، فإن للعيدان جواهر كجواهر الرجال ولولا ذلك لما كانت في خزائن الخلفاء والملوك. ومنها ما لا تقربه الأرضة ولا تؤثر فيه القوادح والعكّازة إذا لم يكن في اسفلها زجّ فهي عصا، لأن أطول القنا أن يقال رمح خطل، ثم رمح بائن، ثم رمح مخموس، ثم رمح مربوع «١» ، ثم رمح مطرد، ثم عكازة، ثم عصا.
ثم من العصي نصب المساحي والمرور «٢» والقدم والفؤوس والمعاول والمناجل، والطبرزينات «٣» . ثم يكون من ذلك نصب السكاكين والسيوف والمشامل «٤» وكل سهام نبعية، وغير ذلك من العيدان، مما امتدحها أوس بن حجر أو الشّماخ بن ضرار، أو احد من الشعراء، فإنما هي من عصا.
وكل قوس بندق فإنما جيء بقناتها من بروض، ومدح ببريها وصنعتها عصفور القواس. وقال الرقاشي: