للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: سمع مجاشع الرّبعيّ رجلا يقول: الشحيح اعذر من الظالم! فقال إن شيئين خيرهما الشح لناهيك بهما شرا.

قال المغيرة بن عيينة: سمع عمر بن الخطاب رحمه الله رجلا يقول في دعائه: اللهم اجعلني من الأقلين! قال عمر: ما هذا الدعاء؟ قال: سمعت الله يقول: وَقَلِيلٌ ما هُمْ

، وسمعته يقول: وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ.

فقال عمر: عليك من الدعاء بما يعرف.

وقال ناس من الصحابة لعمر: ما بال الناس كانوا إذا ظلموا في الجاهلية فدعوا استجيب لهم ونحن لا يستجاب لنا وإن كنا مظلومين؟ قال: كانوا ولا مزاجر لهم إلا ذاك، فلما أنزل الله عز وجلّ الوعد والوعيد، والحدود، والقود والقصاص، وكلهم إلى ذلك.

وقال عمر بن الخطاب: إن في يوم كذا وكذا من شهر كذا لساعة لا يدعو الله فيها أحد إلا استجيب له.

فقال له قائل: أرأيت أن دعا فيها منافق؟ قال: فإن المنافق لن يوفق لتلك الساعة.

ولما صعد المنبر قابضا على يد العباس يوم الإستسقاء، ولم يزد على الدعاء والإستغفار فقيل له: إنك لم تستسق وإنما كنت تستغفر. قال: «قد استسقيت بمجاديح «١» السماء» . ذهب إلى قوله: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً. يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً.

وكان عمر حمل الهرمزان مع جماعة في البحر فغرقوا. قال ابن سيرين:

لو كان دعا عليهم بالهلاك لهلكوا.

قال: وقال محمد بن علي لأبنه: يا بني إذا أنعم الله عليك نعمة فقل:

<<  <  ج: ص:  >  >>