يعذي مسارحه ويصفي شربه ... ويبيت بالربوات والأعلام «١»
حتى تبحبح ضاربا بجرانه ... ورست مراسيه بدار سلام «٢»
في كل ثغر حارس من قلبه ... وشعاع طرف لا يفتّر سام
وهذا شبيه بقول العتّابي في هارون:
أمام له كف يضم بنانها ... عصا الدين ممنوعا من البري عودها
وعين محيط بالبرية طرفها ... سواء عليه قربها وبعيدها
وأصمع يقظان يبيت مناجيا ... له في الحشا مستودعات يكيدها «٣»
سميع إذا ناداه من قعر كربة ... مناد كفته دعوة لا يعيدها
وقال أيضا كلثوم بن عمرو العتّابي:
تلوم على ترك الغنى باهليّه ... زوى الدهر عنها كل طرف وتالد
رأت حولها النسوان يرفلن في الكسا ... مقلدة أجيادها بالقلائد
يسّرك أني نلت ما نال جعفر ... من الملك أو ما نال يحيى بن خالد
وإن أمير المؤمنين أغصني ... مغصبها بالمرهفات البوارد
ذريني تجئني. ميتتي مطمئنة ... ولم أتجشم هول تلك الموارد
فإن كريمات المعالي مشوبة ... بمستودعات في بطون الأساود
وقال الحسن بن هانىء:
عجبت لهارون الإمام وما الذي ... يروّي ويرجو فيك يا خلقة السّلق «٤»
قفا خلف وجه قد أطيل كأنه ... قفا ملك يقضي الحقوق على بثق «٥»
وأعظم زهوا من ذباب على خرا ... وأبخل من كلب عقور على عرق