قال أبو عبيدة: كان الرجل من بني نمير إذا قيل له: ممّن الرجل؟ قال:
نميريّ كما ترى، فما هو إلا أن قال جرير:
فغضّ الطرف إنك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا
حتى صار الرجل من بني نمير إذا قيل له: ممن الرجل؟ قال: من بني عامر قال: فعند ذلك قال الشاعر يهجو قوما آخرين:
وسوف يزيدكم ضعة هجائي ... كما وضع الهجاء بني نمير
فلما هجاهم أبو الرّدينيّ العكلي فتوعدوه بالقتل قال أبو الرديني:
توعّدني لتقتلني نمير ... متى قتلت نمير من هجاها
فشدّ عليه رجل منهم فقتله.
وما علمت في العرب قبيلة لقيت من جميع ما هجيت به ما لقيت نمير من بيت جرير. ويزعمون إن أمرأة مرّت بمجلس من مجالس بني نمير، فتأملها ناس منهم فقالت: يا بني نمير، لا قول الله سمعتم ولا قول الشاعر أطعتم! قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ