وقال آخر:
دع عنك مروان لا تطلب إمارته ... ففيك راع لها ما عشت سرسور «١»
ما بال بردك لم يمسس حواشيه ... من ثرمداء ولا صنعاء تحبير «٢»
وقال ابن قنان المحاربيّ:
أقول لما جئت مجلسهم ... قبح الإله عمائم الخزّ
لولا قتيبة ما اعتجرت بها ... أبدا ولا أقعيت في غرز «٣»
عجبا لهذا الخزّ يلبسه ... من كان مشتاقا إلى الخبز
من كان يشتو في عباءته ... متقبضا كتقبّض العنز
وقال ثابت قطنة، في رجل كان المهلّب ولاه بعض خراسان:
ما زال رأيك يا مهلّب فاضلا ... حتى بنيت سرادقا لوكيع
وجعلته ربا على أربابه ... ورفعت عبدا كان غير رفيع
لورا أبوه سرادقا أحدثته ... لبكى وفاضت عينه بدموع
وقال ابن شيخان، مولى المغيرة، في بني مطيع العدوّيين:
حرام كنّتي مني بسوء ... واذكر صاحبي أبدا بذام
لقد أحرمت ودّ بني مطيع ... حرام الدهن للرجل الحرام
وخزّهم الذي لم يشتروه ... ومجلسهم بمعتلج الظلام «٤»
وإن جنف الزمان مددت حبلا ... متينا من حبال بني هشام «٥»
وريق عودهم أبدا رطيب ... إذا ما اغبرّ عيدان اللئام