للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورأى معاوية هزاله وهو متعرّ فقال:

أرى الليالي أسرعت في نقضي ... أخذن بعضي وتركن بعضي

حنين طولي وتركن عرضي ... أقعدنني من بعد طول النهض

وتمثل عبد الملك حين وثب بعمرو بن سعيد الأشدق:

سكّنته ليقل مني نفره ... فأصول صولة حازم مستمكن

غضبا ومحمية لنفسي أنه ... ليس المسيء سبيله كالمحسن «١»

وسمع معاوية رجلا يقول:

ومن كريم ماجد سميدع «٢» ... يؤتى فيعطي من ندى ويمنع

فقال: هذا منا، وهذا والله عبد الله بن الزبير.

المدائني قال: قال معاوية: «إذا لم يكن الهاشمي جوادا لم يشبه قومه، وإذا لم يكن المخزومي تيّاها لم يشبه قومه، وإذا لم يكن الأموي حليما لم يشبه قومه» . فبلغ قوله الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما فقال: ما أحسن ما نظر لنفسه! أراد أن تجود بنو هاشم بأموالها فتفتقر إلى ما في يديه، وتزهى بنو مخزوم على الناس فتبغض وتشنأ، وتحلم بنو أمية ويخيب وقال بشار:

أحسن صحابتنا فإنك مدرك ... بعض اللبانة باصطناع الصاحب

وإذا جفوت قطعت عنك لبانتي ... والدرّ يقطعه جفاء الحالب

تأتي اللئيم وما سعى حاجاته ... عدد الحصى ونجيب سعي الدائب

وأنشد:

إذا ما أمور الناس رثت وضيعت ... وجدت أموري كلها قد رممتها

<<  <  ج: ص:  >  >>