وذكر صالح بن سليمان، عن عتبة بن عمر بن عبد الرحمن بن الحارث، قال ما رأيت عقول الناس إلا قريبا بعضها من بعض، إلا ما كان من الحجاج ابن يوسف، وإياس بن معاوية، فإن عقولهما كانت ترجح على عقول الناس كثيرا.
وقال قائل لإياس: لم تعجل بالقضاء؟ فقال إياس: كم لكفك من أصبع؟ قال: خمس. قال: عجلت. قال: لم يعجل من قال بعد ما قتل الشيء علما ويقينا. قال إياس: فهذا هو جوابي لك.
وكان كثيرا ما ينشد قول النابغة الجعدي:
أبى لي البلاء وأني امرؤ ... إذا ما تبينت لم أرتب
قال: ومدح سلمة بن عياش، سوار بن عبد الله «١» ، بمثل ما وصف به إياس نفسه حين قال:
وأوقف عند الأمر ما لم يضج له ... وأمضى إذا ما شك من كان ماضيا
وكتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله، إلى عديّ بن أرطأة: إنّ قبلك رجلين من مزينة، فولّ أحدهما قضاء البصرة. يعني بكر بن عبد الله المزني وإياس بن معاوية. فقال بكر: والله ما أحسن القضاء، فإن كنت صادقا فما يحل لك أن توليني، وإن كنت كاذبا إنها لأحراهما.
وكانوا إذا ذكروا البصرة قالوا: شيخها الحسن، وفتاها بكر.
وقال إياس بن معاوية: لست بخب والخب لا يخدعني. وقال:
الخبّ «٢» لا يخدع ابن سيرين، وهو يخدع أبي ويخدع الحسن.