للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بن سعد، عن ابن شهاب، عن حبيب مولى عروة، عن ندبة مولاة ميمونة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يباشر المرأة من نسائه، وهي حائض، إذا كان عليها إزار إلى أنصاف الفخدين أو الركبتين تحتجز به.

وإسناد رجاله كلهم ثقات، غير ندبة بضم أولها، ويقال: بفتحها، وسكون الدال، بعدها موحدة، ويقال: موحدة أولها مع التصغير- روت عن مولاتها ميمونة، وعنها حبيب الأعور مولى عروة بن الزبير (١)، ذكرها ابن حبان في الثقات (٢)، قال الحافظ: مقبولة، ويقال: إن لها صحبة، كذا في «التقريب» (٣) وفي «التهذيب»: «ذكرها ابن منده، وأبو نعيم في الصحابة» (٤).

وأمّا ابن حزم فقال في المحلى (٥): «وهي مجهولة لا تعرف». ورد عليه ابن القيم في حاشيته على سنن أبي داود (٦) فقال: «فأما تعليله حديث ندبة بكونها مجهولة فإنها مدنية، روت عن مولاتها ميمونة، وروى عنها حبيب، ولم يعلم أحد جرحها، والراوي إذا كانت هذه حاله إنما يخشى من تفرده بما لا يتابع عليه، فأما إذا روى ما رواه الناس، وكانت لروايته شواهد ومتابعات، فإن أئمة الحديث يقبلون حديثًا مثل هذا، ولا يردونه، ولا يعللونه بالجهالة، فإذا صاروا إلى معارضة ما رواه بما هو أثبت منه، وأشهر، علاوة بمثل هذه الجهالة، وبالتفرد، ومن تأمل كلام الأئمة رأي فيه ذلك، فيظن أن ذلك تناقض منهم، وهو بمحض العلم والذوق، والوزن المستقيم،


(١) ينظر: تهذيب الكمال (٣٥/ ٣١٥) ٧٩٣٩.
(٢) (٥/ ٤٨٧) ٥٨٦١.
(٣) ٨٧٩٠.
(٤) (١٢/ ٤٨٢) ٢٩٠٢.
(٥) (٢/ ١٧٩).
(٦) (١/ ٣٠٩).

<<  <   >  >>